اكتئاب ما بعد الولادة
التغيير الجذري الذي يحدث بعد وصول طفلك للحياة قد يشمل بعض التغييرات في مزاجك من قلق وتوتر و نوبات بكاء غير متوقعة، لا تقلقي من كل تلك التغييرات فهي معروفة و تعد من مضاعفات الولادة وليست قاصرة عليك وحدك، فالكثير من الأمهات تتعرض لما يسمى اكتئاب ما بعد الولادة وهي حالة يتم التعافي منها بعد فترة من الولادة و التى سوف نتحدث عنها في هذا المقال بالتفصيل.
المحتوى
ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟
شعور الفرح بمجئ طفلك قد يتحول دون أسباب واضحة إلى شعور بعدم الرغبة في تحمل مسؤوليته أو شعور بالخوف من حمل الطفل أو بالذنب اتجاهه أو شعور بالزهق العام والارهاق الشديد بعد الولادة وقد يمتد هذا الشعور بين أسابيع وشهور وتكون تلك الحالة هي حالة اكتئاب ما بعد الولادة يجب عندها مساعدة الأهل للأم و التوجه للطبيب قد يكون حسب حدة أعراض تلك الحالة وتعامل الطبيب معها يكون مختلف بين أم وغيرها ويعتمد أيضاً على طول فترة الاكتئاب وحدته.
اكتئاب النفاس
قد تعاني الأم من مشكلة اكتئاب النفاس بعد يومين أو ثلاثة من الولادة، ويجب على المحيطين بها ملاحظة ذلك و تحملها ومساعدتها على تخطي تلك المرحلة التي قد تمتد لأسبوعين وفي بعض الحالات قد تمتد لفترة أطول و يسمى اكتئاب ما بعد الولادة أو تعاني من اضطرابات مزاجية واضحة وتعرف تلك الحالة بما يسمى ذهان ما بعد الولادة، هي حالات مصاحبة للولادة يتم التعافي منها بعد فترة.
مدة اكتئاب ما بعد الولادة
تبدأ الأم مرحلة جديدة بعد الولادة يصاحبها تغيير في الهرمونات وهو تغير طبيعي حيث تبدأ مرحلة الرضاعة و نزول دم النفاس وتلك التغييرات قد تسبب اكتئاب ما بعد الولادة والذي يبدأ من اليوم الثاني أو الثالث للولادة ويستمر لليوم العاشر في معظم الحالات والتي قد تصل ل 70% من الحالات أما بعض الحالات الخاصة قد تصل فيها مدة التعرض لتلك الحالة لأكثر من عشرة أيام وقد تصل لأشهر وهنا تسمى حالة ذهان ما بعد الولادة.
أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
- قد يكون سبباً عضوياً، عندما يحدث تغيير في النواقل العصبية داخل المخ بعد الولادة عند حدوث اضطرابات في هرمون البروجسترون وبالتالي يتسبب ذلك في التأثير على هرمون السيروتينين وهرمون الدوبامين فتحدث الإضطرابات المزاجية أو ما يسمى باكتئاب ما بعد الولادة.
- أحياناً الخوف من تحمل المسؤولية والضغط العصبي المصاحب لذلك وخاصة إذا كان الطفل الأول أيضاً قد يسبب تلك الحالة.
- بعض الخلافات الزوجية أو خلافات الأهل أو الضغوط في اختيار أسم الجنين أو ما شابة وكل ما تتعرض له الأم من ضغوط فى الجو المحيط بها خلال الفترة الأخيرة من الحمل أيضاً قد تسبب اكتئاب ما بعد الولادة.
أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
- الحزن بغير سبب والتوتر الدائم.
- نوبات بكاء مفاجئة وغير متوقعة لعدم وجود سبب لها.
- عدم الرغبة في تناول الطعام أو الشرة و انفتاح الشهية في تناول الطعام.
- التوتر عند التعامل مع الطفل وعدم الرغبة في حملة أو تحمل مسؤوليته.
- عدم الرغبة في إرضاع الطفل.
- تغيير في عادات النوم إما أرق مستمر أو نوم لساعات طويلة.
- في حالة الاكتئاب الشديد قد تتعرض الأم لهلاوس سواء كانت سمعية أو بصرية.
علاج اكتئاب ما بعد الولادة القيصرية
- في حالة الاكتئاب الشديد ويتم تشخيصها من خلال حدة الأعراض، يقوم الطبيب بوصف مضادات الاكتئاب والتي تعمل على تغير الحالة المزاجية من خلال ضبط المواد الكيميائية التي تفرز في الدماغ، من المعروف أن معظم مضادات الاكتئاب تصلح للتناول أثناء فترة الرضاعة حيث أثبتت الدراسات عدم نزولها في لبن الأم ولكن له من الأعراض الجانبية ما يجب التناقش بشأنه مع الطبيب، قد يستغرق العلاج بعض الوقت ولكن يكون له تأثيراً جيداً على ما تعاني منه الأم من قلق وتوتر وعدم رغبة في التواصل مع طفلها.
- العلاج النفسي من خلال جلسات التحدث مع الاخصائي النفسي لتحديد المشاكل التي تعاني منها الأم ومحاولة مواجهتها والتعامل معها بشكل إيجابي أو التحدث عن أفكار سلبية أو غير واقعية تراودها ومحاولة التخلص منها قد تنجح هذه الطريقة مع الكثير من حالات الاكتئاب المتوسطة وتستغرق بضع أسابيع حتى تعود الأم للحالة المزاجية الطبيعية وتستطيع التعامل مع طفلها.
- المساعدة الذاتية، وتعتمد تلك الطريقة على اكتساب المعلومات من خلال قراءة الكتب والاطلاع و من الممكن أن تتضمن أخذ دورات من خلال الإنترنت لمواجهة تحديات الفترة الجديدة التى تعيشها الأم و التغلب على أعراض الاكتئاب المصاحبة لها.
- العلاج عن طريق حركة العين، وهي أحد طرق العلاج التي تستخدم في علاج اكتئاب ما بعد الصدمة لذا قد يكون مناسباً لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة القيصرية لما تتعرض له الأم من ألم ورهبة في دخول غرفة العمليات عند الولادة وتعمل تلك الطريقة باستخدام تقنيات تحفيز الدماغ يحاول بها الطبيب تخفيف اثر الذكريات الغير محببة أو المخيفة المؤلمة والتخلص منها.
- العلاج الثنائي وفيه يشترك كلا من الأم والزوج في العلاج والتحدث مع الطبيب عن مخاوف كلا منهما فيما يخص علاقتهما العاطفية في تلك الفترة العصيبة و يتم فيها تحديد أهداف العودة إلى الحياة الطبيعية والعلاقة السليمة بينهما وبين الأم والطفل.
- العلاجات الهرمونية، نقص هرمون الاستروجين في جسم الأم بعد الولادة يؤثر على الحالة المزاجية للأم و لذلك فإن تناول هرمون الاستروجين بشكل مكمل قد يكون علاجاً فعالاً في حالات اكتئاب ما بعد الولادة للتخلص من أعراض الاكتئاب.
- العلاج بالصدمات الكهربائية، وهو آخر طرق العلاج التي يلجأ لها الطبيب إذا لم يستجيب للطرق الأخري أو إذا زادت حدة الأعراض أو طالت مدة الإصابة فيقوم الطبيب بتمرير تيارات كهربائيه عبر الدماغ تكون صغيرة ولمدة قصيرة بهدف عمل تغير في كيمياء الدماغ والتخلص من أسباب الاكتئاب.
كيفية الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة
- معاونة الأم في رعاية الطفل سواء بمساعدة أحد أفراد الأسرة أو الاستعانة بأحد المتخصصين في رعاية حديثي الولادة بهدف تخصيص الأم وقتا للاهتمام بنفسها أو أخذ قسطاً من الراحة دون ضغوط.
- محاولة تشجيع الأم على ممارسة رياضة المشي لوقت بسيط يومياً ولو نصف ساعة يعمل ذلك على تحسين حالتها المزاجية بشكل كبير كما أن القراءة قد تكون جيدة لتخفيف المسؤوليات و تحسين قدرة الأم على التركيز.
- تواجد أشخاص تحبهم الأم وتطمئن في وجودهم بالقرب منها في تلك الفترة أمر هام فهي تحتاج الى الاحساس بالأمان ووجود المساعدة طوال الوقت.
- التشجيع على الأفكار الإيجابية و التحدث عن المستقبل بشكل جيد يجعل الأم دائماً في حالة صبر على تحمل المسؤولية والضغط الذي تعاني منه على أمل أن القادم أفضل.
مرحلة ما بعد الولادة لها نفس أهمية مرحلة الحمل، تناول الأم الأكل الصحي فيها أيضاً له تأثيراً جيداً على صحتها النفسية والبدنية وتفهم التغيرات التي تمر بها من الزوج تساعدها كثيراً على تخطيها بأمان و تعطيها القدرة على تحمل مسؤولية الطفل والتغيرات التى تصاحب ذلك لذا فالاهتمام بالأم يجعلها غير معرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.