مرض الزهايمر
الأمراض العصبية بشكل عام تحدث نتيجة حدوث خلل أو اضطراب في عمل الخلايا العصبية مما يؤدي إلى عجز الإنسان عن القيام بما هو مطلوب منه بشكل سليم، وقد تكون الإصابة بشكل غير مباشر نتيجة الإصابة بمرض آخر مثل مرض السُكًّري الذي يؤدي إلى تضرر بعض الأعصاب خاصةً إذا كان هذا المرض وراثيًّا أو مُزمنًا، مرض الزهايمر يُعتبر من أمراض العصر، حيث يُصاب به الكثيرُ من الأشخاصِ عندما يكبرون في العمر خاصةً بعد عمر السبعين، إن الزهايمر من أخطر الأمراض من حيث الانتشار وارتفاع معدلات الإصابة به، فتشير الكثيرُ من الدراسات أن المصابين بمرض الزهايمر سيبلغون نحو 150 مليون شخصًا مُصابًا خلال الخمس سنوات القادمة.
المحتوى
ما هو مرض الزهايمر
إن الزهايمر مرضٌ مُزمنٌ يصيب خلايا الدماغ عن طريق مهاجمة خلايا الدماغ وتعرضها للتلف والموت، قد تحدث الإصابة نتيجة حادث مباشر أدى إلى حدوث نزيف وبالتالي تأثر الأعصاب وربما تلفها مثل حدوث إصابات في المخ أو النخاع الشوكي، وقد تكون مجرد التهابات ناجمة عن غزو فيروسي أو بكتيري مثل التهاب السحايا والتهاب الدماغ.
من أعراض الزهايمر حدوث ضعف في الذاكرة وصعوبة تذكر الأحداث وحدوث انخفاض مستمر في قدرات التفكير والمهارات الاجتماعية وحدوث ضعف في الفهم والإدراك والقدرة على التخطيط والتحدث نتيجة التقدم في العمر مع وجود بعض العوامل الجينية وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول أي معدل الدهون في الدم مع الإصابة بمرض السُّكري، وتشير الدراسات أن الإصابةَ بمتلازمة داون تزيدُ من مُعدلات الإصابة بمرض الزهايمر.
الزهايمر مثل أي مرض آخر، قد يؤدي تركُهُ بدون علاج إلى حدوث تفاقم في أعراضه عن طريق حدوث عدوى أو سوء تغذية قد يؤدي لاحقًا إلى الوفاة، ولا يوجد علاجٌ نهائيٌّ لمرض الزهايمر، لكن توجد بعض العلاجات التي تُزيل الأعراض الناتجة عن هذا المرض، ويمكن لهذا العلاج التحسين من جودة حياة المُصاب وتقليل سرعة انتشار المرض ولكن لا يمكنه منع المرض نهائيًّا، خلايا الدماغ تعمل كمصانع صغيرة تستقبل مواد غذائية وتترجمها لطاقة وتتخلص من المواد الغير مرغوب فيها، عند حدوث مرض الزهايمر مع تقدم العمر تضعُف قدرة هذه الخلايا على القيام بواجبها والتواصل مع الخلايا الأُخرى، وتحدث العديد من التغيرات التي لا يمكن إصلاحها في الدماغ.
مرض الزهايمر والخرف
هناك فرق بين مرض الزهايمر ومرض الخرف، مرض الزهايمر هو أشهر أسباب حدوث الخرف، فالزهايمر يعتبر شكل من أشكال الخرف، فهناك أعراض خاصة بالزهايمر فقط مثل وجود صعوبة في التحدث وصعوبة في البلع والحكم على الأشياء، هناك ثلاثة مراحل تدريجية تحدث خلال الإصابة بمرض الزهايمر فيكون المرض ضعيفًا ثم متوسطًا ثم حادًّا وقويًّا، ولكنه من الصعب علينًا تحديدُ المرحلة التي يوجد فيها المريض بدقة نظرًا لتداخل الصفات التي تحدث خلال المراحل الثلاثة.
اعراض الزهايمر
تبدأ أعراض المرض بحدوث فقدان في الذاكرة بشكل بسيط مثل عدم القدرة على تذكر بعض الأحداث القريبة وبعض الأشخاص، وقد يشعر المريض في بداية الأمر أن هذا أمر طبيعي وأنه غير مُصاب بأي مرض، ثم يزداد معدل حدوث المرض تدريجيًّا وتكون الأعراض أكثر وضوحًا وتطورًا فينسى المريض كيفية عمل بعض الأشياء الروتينية التقليدية مثل:
كيفية تمشيط الشعر مثلاً أو طريقة قص الأظافر، ثم يتطور المرض أكثر فأكثر، فيقوم المريض بعمل بعض التصرفات الغريبة غير المفهومة مثل ارتداء ملابس خفيفة صيفية في فصل الشتاء أو ترك الطعام لمدة طويلة على الموقد حتى يحترق بالإضافة لفقدان الشعور بالوقت وقد يتوه في الخارج ولا يستطيع الوصول لبيته، أو عدم الإحساس بقيمة الأشياء التي يمسكها بالإضافة لزيادة شعوره بالغضب والاكتئاب واللامبالاة وفقدان الثقة بالآخرين وميله للشك دائمًا وزيادة شعوره بالخوف، بالإضافة لزيادة شعوره بالسلبية وجلوسه لساعات طويلة يشاهد برامج التلفاز.
من أعراض الزهايمر ما يلي:
- حدوث تغيرات في عادات النوم مثل الاستيقاظ نهارًا والنوم ليلًا أو حدوث أرق في الليل وعدم القدرة على النوم.
- القيام ببعض السلوكيات القهرية بدون إحساس منه مثل كثرة حك جلد يده بأظافره وكثرة التجوال في البيت بدون هدف.
- تكرار الأسئلة أكثر من مرة رغم الحصول على إجابات لها من قبل.
- نسيان مواعيد المقابلات وتفاصيل المحادثات الكلامية، لكنه يظل قادرًا على الحفاظ على العديد من الأشياء مثل القراءة والاستماع إلى الراديو مثلاً بالإضافة إلى الرسم، لأن خلايا المخ المسؤولة عن تلك المهارات تكون آخر الخلايا التي تتعرض للتلف خلال الرحلة المتوقعة للمرض.
- تشير الدراسات أن حدوث نقصان في الوزن يعد من مقدمات حدوث مرض الزهايمر وأن الأشخاص الذين يصابون بزيادة الوزن وهم في منتصف عمرهم يكونون أكثر عُرضة للإصابة بمرض الزهايمر.
- في الحالات المُتأخرة قد يأكل المريض بعض الأشياء الغريبة مثل الورق والصابون وسوائل التنظيف مثل الكلور، لذلك يجب أن يكون هناك رقابة مشددة على المريض في تلك الحالات.
اسباب الزهايمر
- هناك العديد من الأسباب لمرض الزهايمر مثل الإصابة بمتلازمة داون بسبب وجود ثلاث نسخ من كروموسوم رقم 21 وبالتالي ازدياد نسبة تكوين بروتين يُسمى “بيتا أميلويد” وهو عبارة عن بروتين يظهر كصبغات تملأ الفراغات بين الخلايا العصبية في المخ وتنتشر بين خلايا المخ المختلفة.
- بالإضافة لأحد البروتينات الذي يكوِّنُ العديدَ من الخيوط التي تتجمع داخل الخلايا العصبية، ويعتقد العلماء أن هذه البروتينات والصبغات لها دور كبير في تعطيل عمل الخلية العصبية وتلفها وموتها بالإضافة للتقليل من سرعة التواصل بين الخلايا العصبية المختلفة في المخ فيتم عزل كل خلية عن الخلية المجاورة مما يؤدي لتقليل كفاءة المخ وقد يؤدي لحدوث انكماش في الدماغ.
- من أسباب مرض الزهايمر حدوث ارتجاج للمخ في أكثر من مرة وزيادة الوزن وكثرة التدخين بشراهة، ومع وجود هذه العوامل بالإضافة للتقدم في العمر تزداد نسبةُ حدوث مرض الزهايمر، وقد يحدث مرضُ الزهايمر نتيجة وجود عوامل جينية وراثية خاصةً إذا حدث المرضُ للأقارب قبل ذلك فإن نسبة حدوثه في العائلة لا تزال ممكنةً، لكن تشير الدراسات أن الذين يُصابون بالزهايمر نتيجة عوامل جينية نسبتهم لا تتخطى 1% من النسبة الإجمالية للمُصابين.
علاج الزهايمر
هناك العديد من الأدوية التي يمكن لتناولها أن يخفِّفَ من أعراض مرض الزهايمر، مثل:-
- الأدوية المُضادة للاكتئاب والقلق والتي تكون أكثر فاعلية خلال المراحل الأولي من المرض مثل مثبطات الكولينستريز التي تعمل على ازدياد معدل تبادل الرسالات العصبية والأنشطة العصبية وتزيد من مهارات التفكير العقلي ولكن قد تحدث بعض الأعراض الجانبية مثل الإسهال والغثيان والشعور بالتعب لكنها أعراض بسيطة وليست خطيرة على الإطلاق.
- هناك دواء يسمى (ميمانتين) على شكل أقراص أو شراب سائل والذي يعمل على تثبيط بعض الإنزيمات التي تؤدي لظهور مرض الزهايمر ويتم استخدام هذا الدواء في المراحل المتقدمة من المرض ويجب عدم إيقاف الدواء إلا بعد التشاور مع الطبيب أولاً.
- هناك علاج الزهايمر بالأعشاب مثل العلاج بالزيوت العطرية ونبات الجنسنغ وفيتامين ب6 وب 12، و من خلال بعض الأعشاب الطبية والفيتامينات، مثل زيت جوز الهند الذي يحتوي على الطاقة التي تحتاجها خلايا الدماغ، بالإضافة إلى (أوميجا3) الذي يوجد في السمك وكبد الحوت ويزيد من قوة الإدراك والشعور بالموقف.
- يجب أن تكون الوجبات الغذائية التي يأكلها مريض الزهايمر في أوقات منتظمة، وتكون مفيدة وتحتوي على العديد من الفيتامينات التي يحتاجها مثل فيتامين ه وفيتامين د، وإزالة كل ما يلهي المريض عن الطعام مثل الراديو والتلفاز.
- إذا كان هناك مشاكل في البلع يجب تقديم الطعام مخلوطًا أو على شكل سائل، مثل أن يتمَّ فرمُ اللحم بدلاً من تقديمه على شكل قطع لتسهيل عملية البلع.
- للوقاية من هذا المرض يجب ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام والحرص على ضبط معدل ضغط الدم والسكر بالإضافة للإقلاع عن التدخين، وتناول الوجبات التي تحتوي على فيتامينات متنوعة، ويجب أن يكون المنزل آمنًا وخاليًا من الأشياء الخطيرة التي قد تؤدي لإصابة المريض.
- تشير الدراسات العلمية أن صلاة المسلمين تقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر حيث تشير الدراسات أنها تقلل من خطر الإصابة بالمرض بنسبة 24% لأن المُصلي يقوم باستهلاك الكثير من النشاط الثقافي والتفكيري أثناء الصلاة مما يزيد من نشاط الدماغ والخلايا الدماغية ويقلل من خطر الإصابة بالزهايمر.
- من ادوية علاج الزهايمر في مصر دواء (كوجنكس) وهو لا يمنع تقدم المرض، ويوجد دواء (جلانتامين) الذي يعمل على تثبيط إنزيم الكولين استيريز وبالتالي الحفاظ على مستوى إنزيم الأستيل كولين الذي يعمل على زيادة نشاط وسرعة الخلايا العصبية ويعمل على رفع كفاءة التفكير والاستيعاب وتقليل خطر مرض الزهايمر.
هل مرض الزهايمر مميت؟
مرض الزهايمر في بداياته لا يكون قاتلاً لكن إذا تركته دون علاج فقد تتضاعف الأخطار الناجمة عن المرض، مثل:
- عدم تمكُّن المريض من القيام بالعمليات التي تُبقيه على قيد الحياة مثل عدم القدرة على المشي.
- الإصابة بتقرحات الفراش أو السقوط أثناء المشي وحدوث كسور.
- عدم القدرة على مضغ وابتلاع الطعام والسيطرة على المثانة.
- ضعف نشاط الأمعاء الداخلية وقد يسير الطعام في الاتجاه الخاطئ ويسبب مشاكل في الرئة مثل الالتهاب الرئوي.
- قد تحدث الوفاة بسبب النوبة القلبية أو السكتة الدماغية أو الفشل الكلوي.
الزهايمر المبكر
في المعتاد يحدث مرض الزهايمر بعد سن الخامسة والستون، ولكن إذا حدث مرض الزهايمر قبل ذلك فهذا يسمى الزهايمر المُبكر، وقد يحدث في منتصف العمر ويُسمى بمرض (الزهايمر المُتقطع) لأحد الأسباب التالية:
- العامل الوراثي: ويُعَدُّ أحد أهم الأسباب التي تؤدي للإصابة بالزهايمر حيث يعمل على ترسُّب العديد من البروتينات داخل خلايا المخ ويؤدي لتعطل نشاط الخلايا العصبية.
- تراكم بعض المعادن الثقيلة داخل الجسم مثل الذهب قد يؤدي إلى الإصابة بالزهايمر المبكر والضغوط العصبية والمشاكل النفسية.
- أمراض الأوعية الدموية داخل المخ والتعرض للحوادث والصدمات المُفاجئة.
قد يتم تقليلُ الأعراض عن طريق تناول العديد من الأعشاب والمواد الطبيعية مثل الحلبة والقرفة والعسل والتفاح والزنجبيل، ويمكن الوقاية من المرض من خلال الحرص على الاسترخاء والهدوء وتناول الفواكه والخضروات وممارسة الرياضة بانتظام والحرص على استقرار مستويات إنزيم الأستيل كولين.