الأمراض

فوبيا Phobia

إنَّ معاناةَ الإنسان من القلق يُعَدُّ شيئًا طبيعيًّا في الحياة ولكن من غير الطبيعي أن يُصابَ الإنسان من نوباتٍ من القلق والهلع الذي يستمر لبضع دقائق وهي ما تُسمى باضطرابات القلق، ومن أشهر الأمثلة على تلك الاضطرابات هي الفوبيا.

فوبيا Phobia

الفوبيا

هي مرضٌ نفسيٌّ ينشأ بسبب القلق أو التوتر أو الخوف الغير عقلاني، ويحدث فيه خوف شديد وبشكل متواصل عند التعرض لموقف ما أو مجرد التفكير فيه، أو عند التعامل مع أشياء أو أشخاص معينين أو عند التفكير فيه، فمرض الفوبيا هي أحد أشهر الأمثلة على اضطرابات القلق التي تنشأ بسبب خوف غير منطقي من أشياء مادية أو معنوية، ولا يتم العلاج منه إلا عن طريق العلاج النفسي. 

انواع الفوبيا

الرهاب البسيط “specific phobia”

هو نوع من أنواع الفوبيا يخاف فيه المريض من شيء محدد، وهو منتشر عند نسبة كبيرة من الناس وهو آمن بشكل كبير ويمكن معالجته، ومن أمثلته:

  • الرهاب من الألم.
  • الرهاب من الماء. 
  • الرهاب من نوع معين من الحيوانات أو الحشرات.
  • فوبيا الوسواس المرضي: وهي الخوف الشديد من الإصابة بالمرض.
  • فوبيا العوامل البيئية: مثل الخوف من المرتفعات أو الرعد والبرق أو من التقدم في السن.
  • فوبيا الأماكن المغلقة أو المظلمة. 
  • الخوف من الارتباط والزواج بسبب الخوف من تحمل مسؤولية عائلة.
الفوبيا - الرهاب الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي “social phobia”

 

وهو نوع من أنواع الفوبيا يحدث بسبب خوف المريض من الشعور بالحرج أو الرفض، يخافون هؤلاء المرضي من أن يتواجدوا في أماكن بها عدد كبير من الناس، فدائمًا ما تجدهم لا يتحدثون ولا يتناولون الطعام في التجمعات، ومن أمثلتها: 

  • الرهاب من الزحام.
  • الرهاب من العقاب.
  • الرهاب من أماكن جديدة مثل المدرسة أو الجامعة.

 

فوبيا الأماكن المفتوحة “Agoraphobia”

 

وهذا النوع من الفوبيا يعد عكس الرهاب الاجتماعي، ويخاف فيه الشخص من الأماكن الواسعة والمفتوحة بسبب شعوره بعدم القدرة على الهرب.

أسباب الفوبيا

 

  • عوامل وراثية وجينية: حيث يعتقد بعض العلماء أنَّ جينات الفوبيا باختلاف أنواعها تنتقل وراثيًّا.
  • عوامل بيئية: مثل وجود مرتفعات أو التعرض لمواقف معينة. 
  • الإصابة بصدمة في الدماغ.
  •  تناول المخدرات، وأدوية الاكتئاب.

أعراض الفوبيا

تختلف أعراض الفوبيا من شخص إلى آخر ومن نوع لأخر، وتشمل تلك الأعراض ما يلي:

  • اضطراب وصعوبة في التنفس.
  • الأعراض الجسدية: مثل الصداع، الدوار، الدوخة، التعرق، الاختناق، الارتجاف، تسارع ضربات القلب.
  • الرغبة في الفرار.

ما هي أخطر أنواع الفوبيا ؟

حدد متخصصو الطب النفسي أن من أخطر أنواع الفوبيا ما يلي:

  • فوبيا الخلاء أو الأماكن المفتوحة “Agoraphobia”: لأنهم يعانون من حالة من الخوف الشديد والهلع، ومن الممكن أن يؤديَ إلى حدوث أزمات كالتنفس في مكان لا تتوافر فيه رعاية طبية للمساعدة.
  • الفوبيا الاجتماعية “social phobia”: لأنهم عادةً ما يختارون العزلة والانعزال عن الناس مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض نفسية أخرى كالاكتئاب.
  • فوبيا التحدث: حيث لا يستطيع الأشخاص الأداء أو التحدث أمام الجمهور أو العمل مع فريق، مما يؤدي إلى تأثر حياتهم الاجتماعية والوظيفية.
  • فوبيا الأماكن المغلقة: بسبب الشعور بالاختناق التام والشعور بفقدان الوعي أو فقدانه فعلاً والخوف الشديد الذي من الممكن أن يتحولَ أو يتطورَ إلى منع ركوب السيارات أو المصاعد.  
  • فوبيا الدم “Hemophobia”: حيث من الممكن أن يفقدوا وعيهم عند رؤية دم أو عند ملامسته.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالفوبيا

يتم الوقاية من ذلك المرض عن طريق إعلام الناس بتفاصيل المرض وأسبابه وأعراضه وكيفية الوقاية والعلاج منه، وكذلك يجب إعلامُ المعلمين خاصة معلمي الأطفال بهذا المرض لمنع حدوث الفوبيا في سن الطفولة.

الفوبيا

علاج الخوف الداخلي

يتم علاج مرض الفوبيا عن طريق العلاج السلوكي المعرفي أو عن طريق أدوية معينة أو عن طريق المزج بينهما معا.

 العلاج السلوكي المعرفي

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي هو أكثر أنواع العلاج انتشارًا في علاج الفوبيا، ويتم من خلال مجموعة من الخطوات حتى يتم تمهيدُ طريق العلاج أمام المريض، حيث يتم أولاً وضعُ المريض في بيئة آمنة لمراقبة سلوكيات وردود فعل المريض، وكذلك تقييم الأداء الدوري للمريض بهدف زيادة أو تقليل محفزات الخوف لديه، وبذلك العلاج يطمئن المريض ويقل التوتر والقلق لديه.

إن ذلك العلاج يركز على تغيير وتبديل الأفكار السلبية والمعتقدات الخاطئة وغير العقلانية للحالة الخائفة، فيتم بذلك تقريبُ الشخص المريض من مصدر الخوف بطريقة آمنة قبل وضعه بشكل مباشر مع محفزات الخوف والقلق ويتم ذلك عن طريق استخدام التقنيات الخاصة بالعلاج السلوكي المعرفي الجديد، ثم يتم بعد ذلك تقريب الشخص بطريقة مباشرة مع خوفه، فَقَدْ أثبتت الدراسات أن هذه الطريقة هي أفضل الطرق وأكثرها فعالية حيث إنَّ المريضَ عندما يواجهُ خوفَهُ باستمرار يقل خوفه حتى ينتهي.

العلاج باستخدام الأدوية والعقاقير

حيث تتم تهدئة ردود الفعل لدى المرض، ويُمكنُ أن يتمَّ ذلك عن طريق استخدام بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، وكذلك الأدوية التي تُعالجُ القلق، ويكون في كثير من الأحيان الجمع بين الطريقتين هو الأكثر فائدة فعالية.

مضاعفات مرض الفوبيا

إذا لم يهتم المريض بمرضه ويبدأ بالعلاج المناسب له، يتعرض لحالة من الضعف والوهن الشديد واضطرابات في حياته الاجتماعية والتعليمية والمهنية، فيؤدي ذلك إلى أنه:

  • يكون أكثر عرضة للإصابة بمرض الاكتئاب.
  • يكون أكثر عرضةً للإصابة بالاضطراب ثنائي القطب.
  • يكون أكثر عرضةً للإصابة بالإدمان سواء إدمان الخمور أو المخدرات.
  • يكون لديه رغبة كبيرة في الانتحار وإيذاء النفس.
  • لا يحقق نجاحًا كبيرًا في الدراسة أو في العمل.
  • يكون أكثر عرضةً للإصابة بأمراض جسدية كأمراض القلب وضغط الدم والأمراض التنفسية.

هل هناك فرق بين الفوبيا “الرهاب” وبين الوسواس القهري وبين المخاوف الوسواسية؟ 

بالطبع يوجد فرق، فجميعهم من الأمراض النفسية ولكن الفوبيا تتميز بأنها خوفٌ مؤقتٌ من شيء ما أو موقف ما أو حالة معينة، ويتم التخلص من ذلك الشعور عند تجنب الأمر أو عند انتهاء الحالة، كما أن مرضى الفوبيا هم أكثر خوفًا وقلقًا من مواجهة الأمر الذي يخافون منه أكثر من مرضى الوسواس القهري.

أما الوسواس القهري: فهو اضطرابٌ نفسيٌّ يحدث فيه تكرارٌ لبعض الأفكار الملحة والمتكررة والتي تراود الشخص باستمرار، كما أن مخاوف مرضى الوسواس القهري تكون أبسط من مرضى الفوبيا، مثل عدم الشعور بالأمان.

أما المخاوف الوسواسية: فهي نوعٌ من اضطرابات القلق، وقد يكون أحيانًا جزءًا من الاضطراب الوسواس القهري، ويمكن علاجها والسيطرة عليها بدرجة كبيرة عن طريق العلاج النفسي، وهذا المرض يكون عادة مرتبطًا بالخوف من الأمراض والأوبئة المنتشرة في ذلك الوقت.

كيف يُطمئن مريض الفوبيا “الرهاب” نفسه؟

أول خطوة يجب على مريض الفوبيا “الرهاب” اتباعُها حتى يطمئن نفسه ويبدأ في العلاج هي الاعتراف بالمرض والتحدث عنه، ويجب عليه ألا يمنع نفسه من مواجهة الخطر، ويجب عليه دائمًا أن يتخيل نفسه يواجه ذلك الخطر والخوف، وأن يعطيَ لنفسه عبارات إيجابية، وإذا كان لديك شخص من عائلتك أو من محيطك يعاني من الفوبيا من شيء ما، فيجب أن تعطيه أملاً وثقةً في نفسه، وأن تنصحَهُ بضرورة البدء في العلاج للتخلص من ذلك المرض.

المصدر
https://www.nhs.uk/conditions/phobias/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى