شرب الكلور

المواد الكيميائية بشكل عام تثير مخاوف الناس فمسألة التعرض لها بطرق معينة قد تودي بحياة الأنسان، لها منافعها ولها أضرارها و يجب الحرص على استخدامها في منافعها فقط لاغير فبعض الحوادث التي قد تتسبب بها تكون نتاج استخدامها بغير علم، سنلقي الضوء في هذا المقال عن الكلور أحد المواد الكيميائية الشهيرة وسنتحدث عن كل ماقد يهم القارئ بخصوصه.

ما هو الكلور؟

هو عنصر كيميائي شديد النشاط يتفاعل مع كافة العناصر الكيميائية الأخرى لإنتاج المركبات، رمزة الكيميائي هو Cl  وزنه الذري 17

هو في الأساس غاز لونه أصفر يميل لونه للون الأخضر وزنه أثقل من الهواء لذا فهو دائم التواجد في الأماكن المنخفضة.

ماهو التسمم الكيميائي والأعراض الناتجة عنة؟

هو دخول أحد المواد الكيميائية السامة الى جسم الإنسان وقد يكون ذلك من خلال الفم، الجهازالتنفسي أو الجلد وربما العين، تتسبب تلك المواد بمشاكل جمة لأعضاء الجسم وقطعا سيحاول جهاز مناعة الجسم التخلص منها ولكن ما سوف تسببه من مشاكل قد تكون بغير حل.

الكلور أحد المواد الكيميائية التي قد تسبب التسمم سواء عن طريق شربها أو استنشاقها بدرجة كبيرة ومركزة.

الأعراض الناتجة عن التسمم الكيميائي 

•  تحدث مشاكل والآم شديدة بالمعدة نتيجة لحدوث تقرحات بها كما تحدث الأعراض التالية إذا حدث التسمم من خلال استنشاق المواد الكيميائية فتكون أعراضه، ضيق شديد في التنفس يصاحبه إحساس بجفاف الحلق وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي نتيجة لنقص الأكسجين الداخل لجسم الإنسان.
• إذا حدث التسمم نتيجة البلع فقد يحدث جفاف بالفم وألم بالحلق قد يصل الى حد شعور الم الحرق.
•   إذا حدث التسمم من ملامسة الجلد يحدث جفاف أو احتراق الجزء المصاب تاركا آثار واضحة من حساسية أو أكزيما.
• ملامسة الكلور للعين  شديدة الخطورة فقد تتسبب في إزالة الطبقة الدهنية بالعين والتي تحافظ على سلامة العين كما قد تظهر الحساسية الشديدة بالعين و جفاف العين الذي يسبب ألم شديد.

متي تظهر اعراض شرب الكلور 

اعراض شرب الكلور أو التسمم به تظهر بعد دقائق قليلة من شربه، لأن المادة شديدة التركيز والسمية ما أن تدخل للجسم إلا وتبدأ في تأثيرها السئ على كل ما تصل إليه من أعضاء.

ماهي الأعراض الأولية لشرب الكلور؟

يبدأ الشخص الذي تناول الكلور كمشروب سواء كان طفلاً أو شخص بالغ بالتقيوء المستمر وعليك في هذا الوقت منعه من التقيؤ إذا استطعت فتقيؤة يؤدي إلى عودة المواد السامة إلى معدته من جديد، كذلك سوف يستمر في الشكوى من احتراق فمه من الداخل وكذلك حلقة الأمر الذي قد يصل الى حد الصراخ كما ستؤلمه معدته ألم شديد و أذا استطاع دخول الحمام سيجد دم في برازة، وتكون تلك الأعراض هي الدليل القاطع على التسمم من الكلور.

الإسعافات الأولية لشرب الكلور

كل دقيقة تمر على الشخص المصاب بالتسمم بالكلور تجعله في خطر أكبر لوجود الكلور متوغلا بالجسم يؤثر على الأعضاء بشكل سئ واحدا تلو الأخر، أولا يجب من أحد المحيطين به الإسراع في إيجاد أقرب مستشفي يمكن الذهاب إليها أو محاولة الوصول لأحد الأطباء للحضور فورا للمريض، في نفس الوقت يقوم شخص آخر بضرب كوب لبن مع بياض بيضة يتناولها المصاب في أسرع وقت فيعمل هذا المزيج على تغليف المريء والمعدة قدر المستطاع حتي لا يصابوا من  التأثير الضار لمادة  الكلور و إذا كان المصاب يعاني من الآلام الحادة أو الصداع فيمكن أن يتناول أحد أقراص المسكنات للتخفيف عنه حتى يتم التخلص من السموم في جسمه.

علاج شرب الكلور للأطفال

يجب الإسراع بطلب الإسعاف ونقل الطفل الى مركز السموم، يمكن شرب كوب واحد من الحليب البارد لتخفيف تأثير الكلور على المعدة والمساعدة في تخفيف الألم، في مركز السموم سوف يلجأ الطبيب إلي تعليق المحاليل أو إدخال أنبوب أنفي معدي لغسل المعدة والتخلص من آثار الكلور بها، ويظل  طفل شرب كلور تحت إشراف الطبيب للاطمئنان على الوظائف الحيوية بالجسم من قياس درجة الحرارة والنبض ومعدل التنفس.

علاج شرب الكلور عند الكبار

أيضاً اللجوء إلى الطبيب هو الحل الأمثل مع إتخاذ الإجراءات الأولية من شرب كوبان من الحليب وإذا لم يتوفر الحليب يمكن شرب كوب من الماء مضاف إليه بياض بيضة، ثم يأتي دور الطبيب في متابعة الوظائف الحيوية للمصاب من ضغط ونبض ومعدل تنفس فقد يحتاج المصاب الى التنفس الصناعي و تزويده بالأكسجين، قد يستخدم الطبيب الفحم النشط والذي يعمل على منع امتصاص المادة السامة في المعدة أو أي عضو من أعضاء الجسم ويمكن للمصاب تناوله بأكثر من طريقة فمنه المحلول المعلق، الشراب، الحبوب القابلة للمضغ، والمسحوق الذي يمكن إضافته للمحلول ولكن لابد أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب والتأكد من عدم وجود حساسية للمصاب منه.

هل شرب الكلور يقتل؟

إذا لم يتم إسعاف المريض بأقصي سرعة قد يؤدي شرب الكلور إلى الوفاة، فقد أثبتت الأبحاث الطبية أن الكلور وإن كان مخففا له تأثير السئ على أعضاء جسم الإنسان فهو قد يسبب السرطان، الفشل الكلوي، تليف الكبد وهي أمراض كلها تعد من الأمراض المميتة فأما إذا وصلت جرعات مركزة من الكلور الى الاعضاء مباشرة فيكون خطرها مضاعف قد يؤدي الى فشل الأعضاء والتسبب في الوفاة في وقت قصير بعد التسمم به.

شرب الكلور مع الماء

يضاف الكلور إلى مياة الشرب ولكن بنسب ضئيلة جداً سبق ذكرها فالماء يأتي من منبعه ملئ بالبكتيريا والڤيروسات الضارة لهذا يكون الكلور بمثابة المادة المطهرة للماء، وتسمى إضافة غاز الكلور للماء بعملية معالجة المياه حيث يعمل غاز الكلور على تأين الماء ليصبح نقيا، أما إذا تعدت نسبة الكلور في الماء النسب المصرح بها من منظمة الصحة العالمية أصبح الضرر المتسبب به أكثر حدة من الفوائد فسيظهر بسبب ذلك العديد من المشاكل الصحية الخطيرة ومنها سرطان القولون.

شرب الكلور بالخطأ

قد يحدث شرب الكلور بالخطأ إذا ما كان موضوعا في زجاجة غير عبوته التجارية فيظن الشارب أنه ماء أو عصيرلذلك نرجو عدم القيام بتغيير عبوة  المواد المنظفة حتى ينتبه الجميع لخطورة ما في داخل الزجاجه، كما يمكن للأطفال شربة بالخطأ من باب الفضول لتجربة أمرا جديد عند عدم مراقبة الأم لهم، أو قد يقع فاقدي البصر في نفس الخطأ إذا ما وضعت الزجاجة في مكان غير مكان أدوات التنظيف.

شرب الكلور للحامل 

هي معرضة أيضاً لنفس المخاطر التي قد تنتج عن شرب الكلور بالخطأ لكن الخطر يكون مضاعف بسبب وجود الجنين، فشرب الكلور بكمية أكبر من المسموح بها في مياه الشرب قد يؤدي الى الإجهاض أو العيوب الخلقية  والتشوهات في  الجنين.

 أما شربه بالخطأ والتسمم به فسوف تتبع نفس الإسعافات الأولية من شرب الحليب والتوجه السريع للطبيب لمحاولة إنقاذ الموقف وتخليص الجسم من السموم.

الوقاية خير من العلاج ، يجب على كل أم تحرص على صحة عائلتها وعلى كل فرد بالغ يتمتع بالعقل السليم الحفاظ على نفسه وعلى من حوله، تغيير عبوة الكلور بعبوة فارغة لأي نوع من العصير أو الأشياء المضافة للطعام أو حتى زجاجة المياه يعرض الإنسان للخطأ والشرب منه، أيضاً وضع المنظفات على الأرض أو بمتناول يد الأطفال خطرا كبير فالطفل يحب اكتشاف الأشياء دون أن يعي لخطورتها، نرجو الأهتمام بتلك التفاصيل عافانا الله وإياكم.