الأمراض

الخراج الجلدي

إن الأمراض الجلدية في الطب هي عبارة عن حالات مرضية، أو تغيرات ضارة تصيب جلد الإنسان وقد تكون معدية، وعادةً ما تتضمن أعراضًا جلدية كالحساسية أو البثور، ولكنَّ هذه الأعراض طالما سببها هو المرض الأصلي، فلا يُمكنُ اعتبارها أمراضًا منفردة. ومن أشهر الأمثلة على الأمراض الجلدية هو “الخراج الجلدي”.

الخراج الجلدي
الخراج الجلدي

الخراج الجلدي

هو نوع من أنواع العدوى التي تحدث للجلد نتيجة هجوم مجموعات عنيفة من بكتيريا تُسمى “المكورات العنقودية”، والتي ينتُج عنها ظهورُ تكتلات وبثور على سطح الجلد في حجم حبة البازلاء تحبس بداخلها صديد والبكتيريا لتحمي نفسها من المضادات الحيوية الطبيعية التي ينتجها الجسم أو المضادات الحيوية الصناعية كالمراهم والقطرات والأقراص وغيرها.

اعراض الخراج الجلدي 

من أعراض الخراج الجلدي بروز كتلة صغيرة على الجلد، والإحساس بالألم والتورم، واحمرار الجلد، حيث يهُب الجهاز المناعي ليهاجم العدوى دفاعًا عن الجسم، ويرسل جنود الدفاع  مثل كريات الدم البيضاء والخلايا المناعية إليها، فينتج عن هذه العملية المناعية الشعورُ بالآلام، واحمرارُ منطقة العدوي.

بشكل عام تستمر العدوى من أسبوع لأسبوعين، ثم تنتهي إذا كان هناك اهتمامٌ وعلاجٌ بالمضادات الحيوية، مع ملاحظة أنَّ المضادات الحيوية الموضعية أقل تأثيرًا من التي تجري في الدم وتؤخذ عن طريق الفم، ويعتمد أيضًا علي حجم كتلة الخراج إذا كانت صغيرة أو كبيرة، لكن إذا تمَّ إهمالُ العلاج حتي يتصلبَ الخراج ويصبح كتلة صلبة لا يستطيع المضاد الحيوي النفاذ من خلالها، هنا نلجأ للعمليات الجراحية.

مناطق ظهور الخراج الجلدي 

كما أنَّ الخراج الجلدي يظهر في مناطق مختلفة في الجسم وليس في منطقة واحدة، وهذا ما سنذكره فيما بعد، ويُنصح بغسل منطقة الخراج بالماء الدافئ والصابون قبل ارتداء ملابس جديدة أو قبل وضع أي مضاد حيوي، ويمكن الوقايةُ من الخراج الجلدي عن طريق غسل الأيدي باستمرار وتشجيع الناس علي فعل ذلك، واستخدام مناشف شخصية لكل فرد، وعدم الذهاب إلى الأماكن العامة مثل الصالات الرياضية، وذلك حتى يتم الشفاءُ من العدوى تمامًا، حتى لا يتعرضَ أفراد آخرون للعدوى.

خراج الجلد

خراج تحت الجلد

هو أكثر تعقيدًا من الخراج فوق الجلد، ويحدث نتيجة تسرب البكتيريا في الدم مع الجروح المفتوحة في الجلد أو نتيجة تعرض بصيلة الشعر (Hair Follicle) للعدوى وانتشار البكتيريا، وعدم قدرة بصيلة الشعر علي الخروج من الرأس، بالإضافة لضعف المناعة، كل هذا يؤدي لظهور الخراج تحت الجلد، وللأسف العلاج بالمضادات الحيوية لا يكون فعالاً، لأن المضادات الحيوية أحيانًا لا تستطيعُ اختراقَ جوفِ الخراج والوصول إليه، وفي هذه الحالة نلجأ للتدخل الجراحي، باستخدام التقنيات الحديثة الجراحية، حيث يتم فتح الخراج وسحب الصديد بطريقة آمنة.

خراج تحت الابط

هذا يُعد من أكثر الأنواع انتشارًا، لأن الإبط من المناطق الحساسة التي تُفرز العرق بكميات كبيرة وتكون المنطقة في حالة رطوبة وارتفاع درجة حرارة مع فصل الصيف وارتداء الملابس غير المناسبة، وحدوث التهابات في الغدد العرقية والدهنية، كل هذا يُعد بيئةً مثاليةً لانتشار الخراج والبكتيريا المصاحبة له، ويزداد حدوث الخراج تحت الإبط في البالغين أكثر منه في الأطفال، ويكون العلاج التقليدي باستخدام المضادات الحيوية وارتداء الملابس القطنية، وتوفير التهوية المناسبة، وفي الحالات المتأخرة نلجأ للتدخل الجراحي كالعادة. 

الخراج في  الفخذ

نتيجة تلف بصيلات الشعر في الفخذ وغزو البكتيريا، يُنصح بغمس منشفة في الماء الدافئ ووضعها على الخراج  ثلاث او أربع مرات في اليوم، أو مسح الخراج بالماء والكحول، كما أنَّ تكرارَ الإصابة بالخراج الجلدي له عدة أسباب منها أن مناعة الجسم ضعيفة، أو بسبب الإصابة بمرض السُكري، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو حدوث احتكاكات جلدية قد تجلب البكتيريا، وقد يحدث أيضًا بسبب تناول نوع من الأدوية مثل الكورتيزون الذي يُضعف مناعة الجسم. 

صديد الخراج

هو عبارة عن بروتين لونه أصفر أو بني، ناتج عن تجمع العديد من كريات الدم البيضاء الميتة الناتجة عن الاستجابة المناعية، أي أنه ظاهرة طبيعية. يحتوي صديد الخراج على كثير من البكتيريا والمواد الضارة الهاربة من الجهاز المناعي للجسم، ويجبُ عدمُ إخراجِ الصديدِ قبل نضج الخراج، ولكن عند خروج الصديد من تلقاء نفسه يجب تنظيف مكان الخراج ولفه بشاش طبي والاعتناء به، وإذا ظهر الخراج بعد إجراء عملية جراحية يجب عليك أن تتحدث مع الطبيب فورًا ليشرح لك الأمر. 

خراج غدة بارثولين

إذا حدث التهابٌ في هذه الغدة قد يحدث انسداد وارتجاع السائل الذي تفرزه الغدة مما يؤدي إلى حدوث خراج على شكل كيسة، وحدوث مشاكل للجهاز التناسلي الأنثوي، ويجب إجراء فحص للحوض واخذ عينة من كتلة الخراج للتأكد من وجود خلايا سرطانية خاصة إذا كانت المرأة في سن اليأس.

من العلاجات المقترحة لذلك استخدام المضادات الحيوية، وأخذ حمام من الماء الدافئ مما يساعد على انفجار الكيسة وتصريف الصديد، وإجراء عملية جراحية باستخدام المخدر الموضعي لفتح الكيسة الملتهبة وتصريف الصديد، وفي الحالات المتأخرة يتم استئصال غدة بارثولين، وهنا يُوجد مخاطر للإصابة بالنزيف أو خطر حدوث مضاعفات بعد إجراء العملية.

خراج غدة بارتولان

في معظم الحالات يتم استئصال الغدة، لأن تفريغها فقط سيؤدي لإعادة ملئها مرة أُخرى، واحدة كل ٥٠ سيدة تتعرض للإصابة بخراج غدة بارتولان، قد يتكون كيس دهني على غدة بارتولان لكنه يكون بدون أعراض ويسبب فقط عدم الراحة عند المشي، لكن إذا ظهر الخراج فسيكون هناك أعراض مثل التورم والاحمرار واحتمالية خروج صديد، أشهر أنواع البكتيريا التي تُسبب هذا المرض هي Escherichia coli (E. coli).

الناسور العصعصي

الناسور العصعصي

وهو خراجٌ عادةً ما يكون حدوثُهُ في منطقة أسفل الظهر، خصوصًا عند منطقة العصعص، ويتَّسمُ بتكوُّنِ كيس يحتوي على بقايا الشعر الذي يتساقط في منطقة أسفل الظهر، بمرور الوقت يتحول الكيس إلى كتلة صغيرة مصحوبة بإفرازات دموية مع الشعور بآلام، ويُصاب به كبار السن، ويصيب الرجال أكثر من النساء، ويحدث نتيجة اتخاذ وضعية الجلوس لفترات طويلة، ونتيجة لكثافة الشعر في هذا المكان، ويحدث أيضًا نتيجة تجمع الخلايا الجلدية الميتة مع بعضها في نفس المكان، وعدم ممارسة الرياضة، وقد يُولد الشخص بهذا المرض.

يُمكن علاج الخراج العصعصي من خلال الكي بالليزر والقضاء علي الأنسجة التالفة أو بإجراء عملية جراحية لإزالة هذا الكيس مع أخذ أدوية تُسرع من عملية التئام الجرح، ويُمكن الوقاية من هذا المرض من خلال إزالة الشعر أسفل الظهر، والاهتمام بالنظافة الشخصية، والحرص على ممارسة الرياضة من وقت لآخر.

الخراج في الظهر

إنَّ ارتفاع درجة الحرارة ووجود رطوبة في هذه المنطقة، يحفز نمو البكتيريا المُسببة للمرض. يجب عدم لمس الخراج أو خرقه، وذلك بهدف تجنب انتشار البكتيريا لمختلف أنحاء الجسم، وهناك فرق بين الخراج والثآليل، فالخراج هو عدوى بكتيرية، بينما الثآليل هي عدوى فيروسية، وعادةً ما يحدث الخراجُ بكثرة في الوجه، والإبط، والجزء الخلفي من الرقبة.

خراج الأذن

كيس دهني أو نتوء ينشأ خلف الأذن نتيجة حدوث التهاب، وهو لا يهدد حياة الإنسان، وقد يختفي من نفسه دون تناول أي دواء، ويحدث نتيجة حدوث التهاب في الغدد الليمفاوية أو نتيجة مشاكل جلدية كحَب الشباب، حيث يحدث انسداد بصيلات الشعر نتيجة تراكم الزيوت، مما يؤدي إلى انسداد الغدد وظهور تورم وهذا يكون مؤلمًا عند الضغط عليه، وإذا أحس المريضُ بضيقٍ من هذا الخراج، يتم إجراء عملية جراحية بمخدر موضعي لمدة ساعتين لإزالة هذا الخراج.

خراج الناسور الشرجي

وهو خراجٌ عادةً ما يحدث نتيجة حدوث أي التهاب في إحدى الغدد الموجودة داخل فتحة الشرج، مما يؤدي إلى هجوم الجراثيم والبكتيريا والأجسام الغريبة، مما يؤدي لتشكل الناسور بعد تكوين الخراج، حيث يتحول حوالي 50 بالمائة من الخراجات إلى ناسور، ولكنَّ هذا الناسور عندما يكون قريبًا من فتحة الشرج، يسهل التعامل معه وعلاجه، لكنه لو كان بعيدًا عن فتحة الشرج، فيسكون متعمقًا في العضلات، وفي بعض الحالات نلجأ لعمل رنين مغناطيسي المستقيم والشرج. 

خراج العين - كيس دهني في العين

خراج جفن العين  (كيس دهني في العين)

مصدر حدوثه هو جذور الرموش، ويحدث نتيجة عدوى بكتيرية أو التهابات في الغدد الخاصة بالعين، عادةً ما يتم العلاج من خلال أخد المراهم أو المضادات الحيوية الموضعية، وإذا لم تتحسن الأمور بعد اسبوع نلجأ لإزالة الرموش ثم تصفية الصديد، ومن الواجب علينا أن نهتمَّ بنظافة العين وخصوصًا الجفن، وذلك بهدف تجنب حدوث الخراج، كما يجب علينا التفريق بين الخراج والكيس الدهني، فالخراج مصدر حدوثه هو جذور الرموش، أما مصدر حدوث الكيس الدهني هو الجفن نفسه.

هل الخراج معدي؟

بكل تأكيد نعم، الخراج مُعدي لأنه ناتج عن غزو البكتيريا للجلد، والبكتيريا شديدة الانتشار والتمدد، لذلك نصح الأطباء بعدم فتح الخراج دون إشراف طبي، ونصحوا بالاهتمام بالنظافة الشخصية وعدم لمس الخراج حتى لا تنتشر البكتيريا من مكان لآخر داخل الجسم، وعدم الذهاب إلى الأماكن العامة، والاختلاط بالآخرين حتى لا تنتشر العدوى وتنتقل للآخرين.

هل الخراج خطير؟ 

إذا تم الاهتمام بالخراج والعناية الطبية به بمجرد ظهوره بالمضادات الحيوية وغيرها من العلاجات، لن يصبح خطيرًا وسيختفي خلال أسبوع أو أسبوعين، لكن إذا تم إهماله حتى تنتشر البكتيريا في مجرى الدم وينتقل الخراج من نقطة لأخرى داخل الجسم، هنا سيصبح خطيرًا وسوف يسبب تسممًا للجسم وحدوث عدوى للعظام والمخ.

هل الخراج يسبب السرطان؟

خراج الأسنان الذي يظهر علي سطح اللثة، قد يُدمر اللثة وينتشر للعظام، والبكتيريا المُسببة لخراج اللثة، وهي تسمى بكتيريا لولبية سِنِّية(Treponema denticola) ، وهي نفسها البكتيريا المُسببة لأنواع معينة من السرطان مثل سرطان البنكرياس، كما يوجد إنزيم مشترك بين خراج اللثة وبين الأورام السرطانية، وهذا الإنزيم يُضعف الاستجابة المناعية ويعزز انتشار السرطان، مما يُعطي مؤشر أن الخراج قد يُسبب السرطان.

المصدر
https://www.healthline.com/health/skin-abscesshttps://www.webmd.com/a-to-z-guides/abscess

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى