الذهان
الكثير من الناس يعانون من العديد من الاضطرابات النفسية بسبب ضغوط الحياة ومشاكلها، وهذه الاضطرابات مختلفة ومتعددة المراحل، ويُعَدُّ مرضُ الذهان هو أحد هذه الأمراض، ويبدأ بمرحلة فقدان المريض لتواصله مع الواقع المحيط به، ويستمر بالتطور إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.
المحتوى
ماهو مرض الذهان
الذهان هو أحد الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الكثيرون، ويسمى أيضًا “الشيزوفرينيا، الفصام، انفصام الشخصية”، ويُعرَف عند معظم الناس أنه عبارة عن انفصال عن الواقع بطريقة ما، ولكن الذهان يزيد بتميزه باضطرابات في أفكار وافتراضات وتخيلات الشخص حتى أنها تجعل من الصعب عليه معرفة الأشياء الحقيقية والأشياء الموجودة في خياله وتصوراته فقط.
تجربة الذهان تختلف من شخص لآخر، ومن الممكن أن تتمثل هذه الاضطرابات في سماع ورؤية وتصديق أشياء من وحي خيالهم وأفكار وعواطف غريبة، ولكن في المجمل يتفق الجميع على أنَّ مرض الذهان وغيره من الأمراض النفسية مخيفة ومربكة للمريض ومن يتعاملون معه.
مرض الذهان
عادة لا يبدأ مرض الذهان فجأة حيث تبدأ سلسلة من الأعراض التحذيرية، مثل:
- حدوث انخفاض في التركيز والتفكير بصفة عامة ويصاحبه انخفاض في التحصيل الدراسي والأداء الوظيفي.
- نقص الثقة ووجود الشك والقلق من الناس والتعامل معهم.
- تفضيل الوحدة والانعزال عن الناس، وفقدان التواصل بالعالم المحيط.
- حدوث خلل في العواطف، حيث يقوم المريض بإعطاء ردة فعل قوية تجاه مواقف لا تستدعي ذلك، وحدوث برود في ردود الفعل والعواطف في مواقف تستدعي ذلك.
- التوقف عن الاعتناء بالمظهر العام للشخص، ونقص اهتمامه بشكله ونظافته.
- البدء في استماع ومشاهدة أشياء لا يشعر بها أحد.
يجب عند الشعور بهذه الأعراض البدائية الذهاب فورًا لطبيب نفسي حتى لا تتدهور وتتضاعف الحالة.
الذهان الحاد
ومن أعراض الذهان الحاد ما يلي:
- الشعور بالهلوسة: سواء كانت:
- هلوسة سمعية: وهي سماع أصوات وحديث رغم عدم وجود أحد، وسماع أصوات بشرية وهي أكثر الأنواع انتشارًا.
- هلوسة بصرية: وهي رؤية أشخاص أو أشياء غير موجودة أو رؤية بعض الأشياء بشكل خاطئ.
- الهلوسة الحشوية “الحسية”: حيث تشعر بأحاسيس خاطئة وليس لها أي أساس من الصحة، والشعور بأحاسيس غريبة.
- الأوهام: وهي تمسُّك المريض بمعتقدات وأفكار وهمية ضد الواقع ومتناقضة للأدلة والحقائق، ومن أكثر أنواع الأوهام شيوعًا وتأثيرًا على المريض هو الشعور بالاضطهاد حيث يشعر الشخص بأنه مستهدف من قبل شخص أو مجموعة وأنهم يحاولون إلحاق الضرر به.
أسباب مرض الذهان
ليس هناك أسباب واضحة ومعروفة حتى الآن حول مرض الذهان ولكن يعتقد العلماء أنه ينشأ بسبب عدة عوامل مثل:
عوامل طبيعية:
- الحرمان الشديد من النوم.
- فقدان شخص عزيز عليك.
- عوامل الوراثة: حيث يشير العلماء إلى أنَّ الجينات الوراثية لها دور كبير في الإصابة بمرض الذهان، حيث يمكن للشخص الحصول على جينات مرض الذهان وخاصة إذا كان الشخص ينحدر من عائلة ينتشر فيها هذا المرض.
- الإصابة بمرض الصرع: حيث إن الإصابة بمرض الصرع لفترة طويلة يؤدي إلى ظهور مرض الذهان، ولذلك ننصح مرضى الصرع والأطباء المشرفين عليهم بمعالجتهم والاهتمام بهم بصفة دورية حتى لا تتطور هذه الحالات.
- المبالغة في استخدام العقاقير والمنشطات: فمعظم العقاقير والمنشطات يكون من أثارها الجانبية الإصابةُ بمرض الذهان.
- تعاطي المخدرات: فتعاطي المخدرات وشرب الكحوليات والخمور تؤدي إلى ظهور الكثير من الأمراض العقلية والاضطرابات النفسية، ومن بين تلك الأمراض التي يمكن أن تظهر هو مرض الذهان.
أنواع مرض الذهان
لمرض الذهان عدة أنواع، وهي:
- اضطراب ذهاني قصير: وهو يكون بسبب ظروفٍ مر بها المريض مثل فقدان أحد عزيز أو الإجهاد الدائم.
- الذهان العضوي: بسبب حدوث إصابة في الرأس تؤثر على الدماغ أو حدوث عدوى معينة تؤدي إلى ظهور أعراض الذهان.
- الذهان المرتبط بالمخدرات أو الكحول.
- اضطراب ثنائي القطب: وهي حالة تحدث نتيجة حدوث خلل في الشعور والعواطف، ففي بعض الأحيان يشعر المريض بمشاعر إيجابية جدًّا، ويشعر بأنَّ لديه قدرات عظيمة خاصة به، وفي بعض الأحيان الأخرى يشعر المريض بالاكتئاب والسلبية ويعانون دائمًا من التفكير بأن هناك شخص ما يحاول إيذاءهم.
- الاكتئاب الذهاني: وهو يحدث بسبب الإصابة بمرض الاكتئاب لفترات طويلة.
- الانفصام في الشخصية: وهو مرض يستمر مدى حياة المريض ويكون مصاحبًا بأعراض الذهان.
هل مرض الذهان خطير ؟
بالطبع أي مرض نفسي خطير جدًّا على المريض وعلى الجميع من حوله في حالة إذا لم يحصل المريض على العلاج المناسب، وفي حالة توقفه عن تناول الأدوية والذهاب لجلسات العلاج.
وهذه الخطورة تتمثل في:
- الرغبة في إيذاء النفس عن طريق حرق الجسد، أو قطع جزء منه أو من الممكن أن تتطور الحالة إلى الرغبة في الانتحار.
- الوحدة والرغبة الدائمة في الانعزال وحدوث تأخر دراسي أو تأخر في الأداء الوظيفي.
- الإصابة باكتئاب حاد والتوجه إلى تعاطي المخدرات.
هل مرض الذهان يشفى ؟
يُمكنُ القولُ أنَّه لا يوجد شفاءٌ تامٌّ من مرض الذهان على الأغلب، ولكن يعمل الأطباء على السيطرة على هذا المرض حتى لا يتطور بهم الحال ويصبحوا مصدر خطر على أنفسهم وعلى من حولهم، وحتى يستطيعوا أن يعيشوا بشكل طبيعي إلى حد ما.
نسبة الشفاء من مرض الذهان البسيط قد تصل في بعض الأحيان إلى 80 بالمائة، بينما في الحالات الحادة لا تتخطى نسبةُ الشفاء 20 بالمائة، ويعتمد الأطباء على العلاج بالأدوية والعلاج النفسي ونصح الأهل بدعم المريض نفسيًّا والعمل على إبعاده عن مصادر التوتر والاكتئاب.
علاج مرض الذهان
يتخذ الأطباء المتخصصون في الأمراض النفسية جميعَ الاحتياطات والإجراءات حتى يجعلوا حالةَ المريض حالةً مستقرةً، ويجعلوه قادرًا علي مواصلة حياته بشكل طبيعي وبدون مضاعفات، ويكون ذلك عن طريق ما يلي:
- جلسات العلاج النفسي: من خلال استخدام العلاج السلوكي المعرفي إضافةً إلى استخدام العلاج المعرفي المعزز، والذي يجعلك قادرًا على فهم حالتك وفهم نوبات الذهان الخاصة بك، كما يشرح لك الأوهام التي تراها أو تسمعها ويوضح إذا كانت حقيقية أم وهمية.
- العلاج بالأدوية: يقوم الطبيب بتحديد العلاج الذي تحتاجه بعد فهم حالتك، كما ينصح بتناول الأدوية مثل هالوبيريدول وأولانزابين والترايفلوبيرازين حتى في حالة اختفاء الأعراض، وذلك حتى لا تعود مرة أخرى بسبب المشاكل والضغوط التي تملأ الحياة، كما يُنصح بالابتعاد عن أي عقاقير أو منشطات ليس لها داعي، والابتعاد عن المخدرات والخمور أيضًا.
- التغذية الصحيحة: حيث أثبتت أخر الأبحاث أن الأحماض الأمينية لها أثر كبير في تحسن حالة الذهان وعلاج الاضطرابات النفسية خصوصًا الحمض الأميني “تورين”، وهذه الأحماض الأمينية يمكن الحصول عليها من خلال تناول الدواجن والديك الرومي والمحار والحليب.
- ممارسة الرياضة بصفة مستمرة: فالرياضة لها دورٌ كبيرٌ في تحسن الحالة المزاجية فهي تعمل على إطلاق مادة كيميائية في الدماغ تسمى السيروتونين، وكذلك اليوجا تعمل على تنقية الذهن والحد من التوتر والقلق.
- علاج مرض الذهان عن طريق الأعشاب والمواد الطبيعية: حيث إنَّ هناك بعض الأعشاب التي تحسن من الحالة المزاجية وتقلل من أعراض الذهان مثل عشبة النادرين فهي تعمل على حل مشكلات الذاكرة واضطرابات النوم وزيادة القدرة الذهنية، وأيضًا نبات سانت جونز المستخلص من عشب العرن فهو يعمل على تحفيز خلايا الإدراك والتركيز والذاكرة، كما أنَّ استنشاقَ الزيوت العطرية يعمل على تهدئة المريض مثل الياسمين والخزامى.
بالرغم من أن هذه العلاجات تساعد على تقليل أعراض مرض الذهان إلا أن لها بعض الآثار الجانبية مثل الشعور بالنعاس والدوخة وفقدان الذاكرة المؤقت والدائم وحدوث اضطرابات في الوزن.